التنطلق بطولة الدوري الإسباني غدأ السبت، حيث تتجه أنظار متابعى هذه البطولة إلى العديد من الفرق وعلى رأسها حامل اللقب ريال مدريد الذي ارتدى ثوباً هولندياً خالصاً، وبرشلونة الذي أصبح يضم "رباعياً مرعباً"، إلى جانب أندية أخرى همها الأول هو خطف اللقب وفى مقدمتها إشبيلية وفالنسيا وأتلتيكو مدريد. واختلطت جميع الأوراق قبل انطلاق البطولة، وسط تكهنات تشير الى أن المرشح الأول لحصد اللقب هو برشلونة وصيف العام الماضي، الذي لم يعد أحد يعرف كيف سيكون تشكيله الأساسي وسط تخمة النجوم التي يضمها الفريق، بينما يبدو ريال مدريد غارقا حتى أن الفريق لم يتأكد من أسلوب لعبه في الموسم الجديد حتى الآن. فوز ريال مدريد ببطولة الدوري في الموسم الماضي أراحه كثيراً، بعد أن أخرجه من دوامة غرق فيها لثلاثة مواسم دون ألقاب، لكن بطولة الدوري لم تكن كافية للإبقاء على فابيو كابيللو مديراً فنياً.
إقالة كابيللو، عللها رامون كالديرون رئيس النادي الملكي بأن فريقه يبحث أيضاً عن "روعة الأداء" مما يجعل من ذلك مطلباً أساسياً من المدير الفني الجديد، الألماني بيرند شوستر
لكن فترة الإعداد للموسم الجديد لم تساعد شوستر كثيراً، فالفريق نال خمس هزائم في تسع مباريات وحتى يوم أمس كان لا يزال يتعاقد مع لاعبين جدد ولم يعد أحد يعرف متى سيغلق الفريق قائمته، مما جعله يظهر في أولى بطولات الموسم الجديد، كأس السوبر الإسباني، كفريق لا يزال في مرحلة التكوين
لكن المؤكد هو أن ريال مدريد "النجوم الساطعة" انتهى تماماً في عهد شوستر، وهو ما يتوازى مع تراجع ملحوظ للتمثيل البرازيلي في الفريق، فالنادي الملكي الآن يتحدث الهولندية بطلاقة في ظل وجود هداف الدوري في الموسم الماضي رود فان نستلروي، ومع استقدام مواطنيه الصاعد رويستون دريثي وصانع الألعاب ويسلي شنايدر واللاعب الحلم أرين روبن.
أما برشلونة، الذي سار قبل ثلاثة مواسم في نفس الدرب الذي يتخبط فيه اليوم غريمه الريال، فحقق أخيراً حلمه الكبير باستقدام النجم الفرنسي تييري هنري، إلا أن الصفقة الكبيرة التي هلل لها الجمهور القطالوني كثيراً من المرجح أن تخلق مشكلات جديدة.
فاللعبة المعقدة التي أدخل الهولندي فرانك رايكارد، المدير الفني لبرشلونة، نفسه فيها هي كيفية القضاء على مشاعر الغيرة بين لاعبيه مع وصول هنري وفي وجود الثلاثي رونالدينيو وميسي وإيتو وتألق المكسيكي الصاعد جوفاني دوس سانتوس.
وخلف ريال مدريد وبرشلونة -وإن كان في أعين الكثيرين أمامهما- يأتي إشبيلية بطل كأس السوبر الذي هزم الفريق الملكي ذهاباً وإياباً، وحامل لقب بطولتي كأس الملك وكأس الاتحاد الأوروبي والمرشح ليكون مفاجأة دوري الأبطال هذا الموسم.
وللموسم الثالث على التوالي، يثبت إشبيلية أنه قادر على تكوين فريق أقوى وأكثر استقراراً من سابقه، ولم يعد يشغله الآن سوى إغلاق "مسلسل" البرازيلي داني ألفيس الذي استمر طيلة الصيف دون حل، ثم إيجاد بديل له في حالة رحيله - في ظل كونه أفضل لاعبي الفريق في الموسم الماضي - سواء إلى تشيلسي الإنجليزي أو إلى ريال مدريد.
في بالنثيا، يعتقد الجميع أنه لم تعد هناك أي حجة أمام كيكي سانشيث فلوريس المدير الفني للفريق، بعد أن أطاحت إدارة النادي بالمدير الرياضي السابق أميديو كاربوني بعد خلافاتهما التي استمرت طيلة الموسم الماضي.
ورغم عدم الاستقرار في منصب المدير الرياضي، المسئول الأول عن إتمام التعاقدات، إلا أن بالنثيا دعم فريقه، القوي بالفعل، بالعديد من اللاعبين حتى ولو كان قد فشل في ضم صانع الألعاب الهولندي رافائيل فان دير فارت، صفقته الأهم هذا الموسم، بعد أن رفض هامبورج الألماني التفريط في اللاعب.
أما الجديد هذا الموسم فينتظر أن يأتي من أتلتيكو مدريد الذي أحسن استثمار 36 مليون يورو، قيمة بيعه قائده وأهم لاعبيه فرناندو توريس لليفربول الإنجليزي.
والحقيقة أنه لم تعد هناك أعذار أمام المكسيكي خابيير أجيري المدير الفني للفريق، حتى ولو كان "النينيو" غير موجود، فالأرجنتيني الصاعد سرخيو أجويرو بطل العالم للشباب تحت 20 عاماً وأحسن لاعبي البطولة وماكينة الأهداف الأوروجوائية دييجو فورلان قادران على شغل الفراغ.
وتبقى بطولة الدوري الإسباني في الموسم الجديد صراعاً مفتوحاً، الهدف الأول فيه هو المحافظة على سمعته كأقوى بطولات الدورى فى العالم، لعدة أسباب على رأسها أن فريقاً مثل ريكرياتيفو لا تتعدى ميزانيته العشرة ملايين اليورو قادر على إلحاق الهزيمة بريال مدريد الذي تتعدى ميزانيته 300 مليون يورو.