عقد FIFA واللجنة المحلية المنظمة مؤتمراً صحفياً في اليوم التالي لختام نهائيات كأس العالم FIFA بمركز ساندتون للمؤتمرات، وقد حضره رئيس FIFA، السيد جوزيف سيب بلاتر، ورئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم FIFA ونائب رئيس FIFA، السيد عيسى حياتو، إضافة إلى رئيس اللجنة المحلية المنظمة لنهائيات جنوب أفريقيا 2010، السيد إيرفين خوزا، والمدير التنفيذي للجنة المحلية المنظمة، الدكتور داني جوردان، وأمين عام FIFA، السيد جيروم فالكي.
وبعد الإستمتاع بشريط فيديو يضم مشاهد خالدة من نهائيات كأس العالم FIFA 2010 على الإيقاعات الأفريقية التي عرضت على شاشة عملاقة، قام مدير قسم FIFA للإتصالات والشؤون العامة السيد نيكولاس مانجو بتقديم رئيس FIFA الذي افتتح المؤتمر مرحباً بوسائل الإعلام الحاضرة.
رئيس FIFA، السيد جوزيف سيب بلاتر
ملاحظات افتتاحية
اليوم، بعد إجراء أربع وستين مباراة ضمن منافسات كأس العالم FIFA 2010، التي أقيمت للمرة الأولى في القارة الأفريقية عموماً وفي جنوب أفريقيا على وجه الخصوص، أود أن أتوجه بشكري وامتناني لجنوب أفريقيا وشعبها وحكومتها، التي قدمت جميع الضمانات المطلوبة لاستضافة كأس العالم FIFA وحرصها على احترام تلك الضمانات. كما أتوجه بالشكر للجنة المنظمة المحلية، وخاصة لإيرفن خوزا وداني جوردان، ولكل العاملين والمتطوعين ومسؤولي الأمن وعمال الفنادق. فقد كانوا جميعهم رائعون.
كما علي أن أوجه تحية خالصة لأفريقيا. فقد أثبتت أنها قادرة على تنظيم كأس العالم FIFA ومنافسات من هذا الحجم. لقد قلت في بداية هذه المنافسات أن الأمر يتعلق بالثقة. لقد وثق FIFA بجنوب أفريقيا، وقد استمد الشعب الثقة من ذلك، ويحق للجنوب أفريقيين أن يفخروا بما حققوه. إن FIFA راضٍ عن مستوى التنظيم، وبصفتي رئيس FIFA، فإني أشعر بارتياح كبير. أنا راضٍ كذلك أن المنتخب الأسباني الفائز باللقب، قدم كرة قدم من الطراز الرفيع.
ولا يسعني إلى أن أؤكد على ما قاله رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، الذي أكد أن كأس العالم هذه ساهمت في تلاقي الناس حول معاني الوحدة والفخر.
على مستوى كرة القدم
كمشجع ومشاهد، أعتقد أننا شاهدنا بعض المباريات الجيدة وأخرى لم تكن جيدة بما فيه الكفاية؛ إلا أن الأمر كان مسلياً للغاية. علينا أن نتذكر أن الكمال لا مكان له في عالم الساحرة المستديرة. لكن ما تعلمناه من كأس العالم أنه لا وجود للمنتخبات الصغيرة. فكرة القدم شهدت تطوراً كبيراً في جميع أنحاء العالم كما أن البعد العالمي عاد بالنفع على بعض المنتخبات الوطنية، في حين لم يخدم منتخبات أخرى. والجميل أيضاً أننا شاهدنا ثلاثة منتخبات فتية، هي غانا وألمانيا وأسبانيا، تبلي البلاء الحسن في البطولة. وهذا ما يدل على أن لاعبينا الشباب يتقدمون بسرعة.
على مستوى التنظيم
بعد كأس القارات FIFA، منحت جنوب أفريقيا 7.5 من أصل 10 نقاط. أما بعد سحب القرعة النهائية وبعد هذه البطولة، فلن أتردد في منحها علامة "9"، وهو ما يمكنها من الحصول على مرتبة الشرف في النظام الجامعي.
حول النهائي وحكم النهائي
على العموم، لاحظنا تحسناً من حيث الروح الرياضية في هذه البطولة، إلا أن النهائي ساهم في تدني هذا المستوى بعض الشيء. وقد كان الحكم ومساعدوه الثلاثة أمام مهمة عصيبة خلال تلك المباراة ولم يحصل على قدر كافٍ من المساعدة. أقول دائماً أن كرة القدم هي مدرسة الحياة، أساسها الإنضباط والإحترام. فأنت تتعلم كي تربح، وهو أمر سهل، لكن عندما تنهزم، عليك أن تقبل الهزيمة بانضباط واحترام.
ملاحظات ختامية
لقد أتت كأس العالم هذه بزخم خاص، ارتبط بتاريخ الحرية وتاريخ رجل واحد. وهذا الرجل مازال على قيد الحياة، ويبلغ من العمر 92 سنة، وقد عانى كثيراً في حياته. ولكن رغم ذلك، عندما أطلق سراحه تحدث عن السلام والتفاهم. لقد التقيت به لأول مرة سنة 1992، وكان يحلم أن يأتي بكأس العالم إلى جنوب أفريقيا. وقد تحقق حلمه هذا في مايو/أيار 2004، عندما حظيت جنوب أفريقيا بشرف تنظيم كأس العالم 2010 FIFA. لقد أتى بكأس العالم إلى جنوب أفريقيا وكان يريد حضور البطولة. وقد تأتى له ذلك ليلة أمس. لذلك علي أن أقف وقفة إجلال وإكبار لهذا الإنساني الكبير، نيلسون 'مابيدا' مانديلا.
نائب رئيس FIFA عيسى حياتو
لقد كنت مندهشاً باستعداد الجنوب أفريقيين لأن يظهروا للعالم وطنهم، بغض النظر عن مكانتهم الإجتماعية. الجميع كان مصراً على جعل هذا الحدث يحقق نجاحاً كبيراً، رغم خروج البافانا بافانا من الدور الأول للمنافسات.
رئيس اللجنة المحلية لتنظيم كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 إيرفين خوزا
لقد خلفت هذه البطولة لنا العديد من الذكريات الرائعة. ولعل أبرزها يوم كان كبير الأساقفة ديزموند توتو يرقص في المباراة الإفتتاحية، علماً أن آخر مرة رأيته فيها يرقص كانت سنة 1994، حين كان سيدلي بصوته لأول مرة في الانتخابات. وقد شكل حضور 'مابيدا' إلى ملعب سوكر سيتي لحظة خالدة مليئة بالأحاسيس النبيلة. فالنضال الطويل الذي خاضه لم يذهب أدراج الرياح. وقد كان كأس العالم أكبر دليل على ذلك. فجنوب أفريقيا لم تكن أكثر اتحاداً من اليوم.
المدير التنفيذي للجنة المحلية لتنظيم كأس العالم FIFA 2010 داني جوردان
لقد شكلت المباراة الإفتتاحية لحظة لا تصدق، ومنحتني إحساساً لا يقاوم. فقد تحقق الحلم في 11 يونيو/حزيران. أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للرئيس بلاتر لأنه جعل من هذا الحلم حقيقة ملموسة، كما أشكره على التزامه الكبير وشجاعته ونظرته الراجحة في تنظيم كأس العالم في القارة الأفريقية. لطالما طبع الانسجام التام علاقاتنا مع FIFA. فنحن نتقاسم رؤية مشتركة، كما أن المسؤولين في FIFA فهموا إيقاع نبض بلدنا.