الشرطة الاردنية تدخلت لفض مشاجرة بين
حارتي شاكر والبستان..شبان يقلدون معارك باب الحارة
تاريخ النشر : 2008-10-05
أجواء المسلسل
السوري "باب الحارة"، الذي بثته فضائية MBC خلال رمضان الفائت، وجدت لنفسها حيزا
كبيرا في عمان، حين سعى شباب من سكان تلاع العلي إلى تقليد أبطال المسلسل، فتكنوا
بأسمائهم وأطلقوا على مناطقهم أسماء تبدأ بكلمة "حارة".
في تلاع العلي حملت
منطقة سوق شاكر اسم "حارة شاكر"، ومنطقة مطعم البستان "حارة البستان"، ووصل تأثر
شباب في المنطقتين بالمسلسل حدا كبيرا استدعى تدخل الأمن العام ثالث أيام العيد لفض
مشاجرة شبابية اندلعت إثر هجوم شنته "حارة شاكر" على "حارة البستان"، لتصفية خلافات
شخصية بين شبان في الحارتين.
هجوم "شاكر" على "البستان" لم يكن سوى تذكير
بأحداث معركة لاحت في أفق المسلسل، ولكنها لم تقع في أحداثه، بين حارتي "الضبع"
و"الماوي" إذ بقي الأمر في المسلسل طي التهديد بينما أخذ منحى واقعيا في عمان، أدى
إلى إلحاق أضرار في سيارة، قبل أن يهرب "قبضايات" الحارتين إثر وصول أول دورية شرطة
إلى الموقع.
وتزامن الهجوم مع بث آخر حلقة من حلقات المسلسل السوري، بحسب
شاهد عيان أكد أنه خرج من منزله على صوت صراخ وتبادل شتائم ليشاهد عشرات الشباب
الذين تتراوح أعمارهم بين 15و18 عاما، وهم يتبادلون رشق الحجارة فيما
بينهم.
وأضاف الشاهد، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن المشاجرة، "انتهت بمجرد
حضور إحدى دوريات النجدة".
ويطلق عدد من فتيان الحارتين على أنفسهم لقب
"العقيد"، تيمنا بالعقيد أبو شهاب زعيم حارة الضبع، إضافة إلى ألقاب أبطال المسلسل
مثل العقيد أبو النار، وبائع البليلة أبو غالب، و"الفتوجي" معتز، وغيرهم، بحسب
الطالب الجامعي فارس بنان، الذي أرجع سبب المشاجرة إلى خلاف بين اثنين من ساكني
الحارتين.
أحداث مسلسل باب الحارة كانت تدور حول كفاح الدمشقيين ضد الاحتلال
الفرنسي، كما تخلله خلاف بين حارتي "الضبع" التي كان يتزعمها "العقيد" أبو شهاب،
وحارة الماوي التي يتزعمها أبو عرب نسيب المختار أبو صياح.
ويرى أستاذ علم
الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أن "مسلسل باب الحارة
كان له تأثير على الجمهور الأردني كباقي الجماهير العربية، مرجعا ذلك إلى انشغال
الإعلام والدراما العربية عن تغطية واقع الأمة العربية ومشاكلها".
ويشير إلى
أن مثل تلك الأعمال الدرامية "تعتبر محركا رئيسا للجمهور ورفع معنوياته وتشجيعه بما
يحتويه المسلسل من قوالب فنية محفزة لإثارة القضايا وبخاصة الوطنية".
ويلفت
الخزاعي إلى أن أحداث المسلسل إنما هي تجسيد لما يجري في الحياة اليومية الواقعية
للعالم العربي، وأن "الحلول التي تقدم غير مجدية وأن حل القضية يأتي بما قدمه
المسلسل".
ويضيف الخزاعي أن الفضائيات العربية "غالبا ما تنشغل بمسلسلات
تتحدث عن مظاهر حياة غربية وثقافة مستوردة وعن قصص عاطفية بعيدا عن واقع وحياة
الأمة العربية وعاداتها وتقاليدها".
وفي المقابل، إن ما قدمه مسلسل باب
الحارة، بحسب الخزاعي، هو تذكير للجمهور العربي بالعادات والتقاليد التي "أصبحت طي
النسيان ما جعل هذه الفئة من الشباب أكثر تمسكا بها، وبالتالي هذه المسلسلات تعتبر
أكثر نجاحا لأنها أكثر تأثيرا، ومنها شخصية الرجل في باب الحارة الذي لا يفرط
بقضاياها ووعوده التي لا يتراجع عنها، وتكافل الجيران والأهل والعزوة، وإغاثة
الملهوف".
الخميس 16 أكتوبر - 12:13 من طرف فرح